اختر صفحة

آلام الظهر

بسم الله الرحمن الرحيم

تعتبر آلام الظهر احد أكثر الأمراض شيوعا بنسبة تصل الى ما يقارب مائة بالمائة، وتكون لدى البعض بنسبة ضئيلة ولدى البعض الآخر بنسبة عالية. ثلث الحالات تعاني من آلام في منطقة الفقرات القطنية و الثلث الآخر في منطقة فقرات العنق. أما آلام فقرات الصدر فتكون نادرة بسبب وجود القفص الصدرى والذي يساهم بشكل كبير في تثبيت فقرات الصدر.

الأسباب الرئيسية للإصابة بآلام العمود الفقري

هي شكل بناء العمود الفقري بالاضافة الى اجهاد الظهر بشكل خاطئ عن طريق كثرة الجلوس وقلة الحركة وهي الظاهرة المنتشرة في الدول الصناعية.

توجد ما بين الفقرات أقراص  بشكل متقابل تشكل طول لامتصاص الصدمات. هذه الأقراص تتكون من النواة اللبية وهي عبارة عن مادة هلامية تتركز في الجزء المركزي من القرص. تكون هذه النواة محاطة بحلقة قوية تساعد على تثبيت النواة اللبية.

مع مرور الوقت ينتج عن الجهد الخاطئ أو عملية الترهل ضعف في الحلقة الخارجية للقرص و جفاف للسائل الموجود بها. هذا يؤدي الى فقدان القرص لعمله وهو امتصاص الضغط، ويصبح اقل سمكا، مما يؤدي الى حصول وضعية خاطئة ما بين الفقرات.

تبعا لذلك تحدث تغيرات في الفقرات و في بناءها وكذلك يحص ترهل في مفاصل الفقرات، وتهييج للنخاع الشوكي، وكذلك ضغط على الأعصاب المتفرعة من النخاع الشوكي و العضلات المحيطة به.

جيمع هذه العوامل تؤدي الى حدوث آلام في العمود الفقري.

يتم علاج الآلام بالمداومة على الاجراءات الوقائية، من ذلك العلاج بواسطة الحركة و الحرارة واستخدام كرة تمارين العلاج الطبيعي والإبر الصينية، وعلاج تخفيف الآلام واسترخاء العضلات.

مع زيادة العمر يحدث تحسن لأعراض الآلام بسبب ازدياد شدة العمود الفقري وبالتالي عدم بقاء الانحراف كما كان في السابق.

في حالة ازدياد ترهل الطوق الخارجي للقرص المتواجد بين الفقرات، يسمح هذا الترهل باختراق الكيس المائي الداخلي ويؤدي الى بروزه الى الخارج وبالتالي الضغط على الحبل الشوكي أو الضعظ على جذر العصب. في هذه الحالة يصبح الحديث عن الانزلاق الغضروف.

في العادة يشتكي المصاب من آلام شديدة قد تمتد في حالات نادرة الى القدمين. قد يؤدي ذلك الى فقدان القوة في القدمين. للتشخيص لابد من اجراء أشعة الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لمنطقة الفقرات القطنية. يمكن لصور الأشعة اظهار بروز الكيس المائي وكذلك حجم هذا البروز بالاضافة الى مدى تضرر القرص المتواجد بين الفقرات.

بحسب مدى الإصابة والأعراض التي يشتكي منها المصاب يمكن للإجراءات الوقائية المذكورة في الأعلى من أن تؤدي الى تحسن الحالة او حتى شفائها.

في حالة عدم تحسن حالة المصاب بواسطة الإجراءات الوقائية فإنه لابد من اللجوء الى العملية لازاحة أو تخفيف الضغط الناتج من بروز الكيس المائي على النخاع الشوكي أو جذر العصب، حتى يتم اراحة المصاب من الألم.

ترجمة مقال للبروفيسور رانجر رئيس قسم جراحة العمود الفقري والحوادث في مستشفى نوردفيست