اختر صفحة

الإنزلاق الغضروفي

يتكون العمود الفقري من 33 فقرة تفصل بين كل فقرة و فقرة أقراص (غضروف) وظيفتها امتصاص الصدمات و الضغط الناتج عن الحركة وبالتالي منع احتكاك الفقرات و تضررها. هذه الأقراص تتكون من النواة اللبية وهي عبارة عن مادة هلامية تتركز في الجزء المركزي من القرص.

تكون هذه النواة محاطة بحلقة قوية تساعد على تثبيت النواة اللبية في المنتصف وتعمل على مساعدة العمود الفقري على مقاومة الضغط و كذلك الثبات اثناء الحركة الدورانية له، يطلق على هذه الحلقة الحلقة الليفية. مع تقدم السن عند الانسان يحصل تناقص في كمية الماء المتواجد في الغضروف الفقري مما يؤدي الى فقدان مرونته وبالتالي حدوث تشققات في الحلقة الليفية.

تؤدي هذه التشققات الى بروز في النواة اللبية. في بعض الحالات قد يخترق هذا البروز الحلقة الليفية وبالتالي يحصل الإنزلاق الغضروفي.  معظم الانزلاقات الغضروفية ـ 90 في المائة تقريبا التي تحدث تكون في الغالب في منطقة الفقرات القطنية.

الأعراض:

  • ظهور أعراض الإنزلاق الغضروفي يعتمد على المنطقة التي يظهر بها وكذلك حجم الإنزلاق الغضروفي وما اذا كان الغضروف يضغط على العصب او على جذر العصب.
  • في حالة الانزلاق الغضروفي في منطقة العنق يشعر المريض بآلام في الرقبة والتي تمتد الى الذراع. قد يحصل في بعض الحالات حصول ضرر لعمل الأعصاب يتمثل في الشعور بالخدر و التنميل، قد يتطور التأثير على حركة اليد الى حدوث الشلل في اليد.
  • أما في حالة ضغط الغضروف على جذر العصب في منطقة الفقرات القطنية فان المريض يشعر بآلام مستمرة و نغزات مع ازدياد الآلام عند الحركة. كذلك يكون امتداد الألم من منطقة الاصابة حتى يصل الى الرجل مارا بالأرداف.

أسباب الإنزلاق الغضروفي:

  • التقدم في العمر
  • زيادة الوزن
  • قلة الحركة
  • حدوث اصابة ( مثل الحوادث أو حمل وزن ثقيل بشكل مفاجئ)

التشخيص:

لابد من معرفة السيرة المرضية من قبل الطبيب. لذلك يقوم الطبيب بسؤال المريض عدد من الأسئلة التي تمكنه من توصيف الحالة من هذه الأسئلة:
  1.  منذ متى يعاني المريض من الألم وفي أي موضع؟
  2. مدى درجة الألم وكيفيته؟
  3. الى أي مدى يعيق الألم حركة المريض؟
  4. تأثير الألم على نوم المريض في المساء؟
  5. الشعور بالخدر في الأطراف او التنميل؟
  6. قد يحتاج المريض في بعض الحالات الى الخضوع للفحص من قبل طبيب الأعصاب.
  7.  صور الأشعة تعطي الوصف الدقيق لدرجة شدة الانزلاق الغضروفي، في الغالب ينصح بأشعة الرنين المغناطيسي وفي بعض الحالات قد يكتفى بالأشعة السينية أو المقطعية.
  8. في حالات نادرة قد يلجأ الطبيب لعمل أشعة مقطعة او سينية مع اعطاء الصبغة للمريض. الهدف من هذا الفحص الحكم على وضع جذر العصب بشكل دقيق جدا. ولكن قد تكون لها في بعض الأحيان مضاعفات.

العلاج:

قبل اتخاذ اي قرار يتعلق بالتدخل الجراحي لابد للمريض اولا القيام بإجراءات وقائية قد تؤدي الى الحيلولة دون التدخل الجراحي. 90 في المائة من الحالات المصابة بالانزلاق الغضروفي قد يتم السيطرة عليها و الوقاية من التدخل الجراحي عن طريق عدد من التدابير الهدف منها هو تقليل الآلام وارجاع عضلات الظهر الى وضعها الطبيعي. اذا قام المريض بهذه الإجراءات الوقائية على الوجه السليم فالنتيجة المنتظرة تكون في خلال ست الى ثمانية أسابيع وهي اختفاء المشاكل الناتجة عن الانزلاق الغضروفي بشكل كامل أو تحسنها بشكل ملحوظ، ان لم يحصل ذلك فلابد من التدخل الجراحي.

هذه التدابير هي كالأتي:

 تقوية عضلات الظهر:

  1. العلاج الطبيعي وهي مجموعة من الحركات الخاصة يقوم بها المريض، منها ما يكون متعلق بالمريض، اي يقوم بها المريض بنفسه إما في المركز الخاص بالعلاج الطبيعي او في منزله تحت اشراف المعالج، ومنها ما يقوم به المعالج للمريض. وتتحدد هذه الحركات تبعا لنوعية اصابة المريض.
  2. المساج الطبي و المساج العادي. يكون المساج الطبي في الغالب مؤلما جدا وقد يحتاج المريض أثناء القيام به الى أخذ مسكنات حتى  يعتاد الجسم على نوعية المساج وبالتالي يتخلى عن أخذ المسكنات.
  3. استخدام الحرارة. من المعروف ان الحرارة تساعد على حركة الدورة الدموية وبالتالي تساعد على مرونة عضلات الظهر المشدودة. وهناك عدد من الطرق التي تستخدم للعلاج بالحرارة منها على سبيل المثال لا الحصر:
  • وضع القربة الساخنة على موضع الألم ـ العلاج بالأشعة الحمراء ـ وضع مادة الفانجو وهي عبارة عن طين غني بالمعادن يستخرج من مناطق قريبة من الفوهات البركانية.
  • القيام بالتمارين الرياضية والهدف من ذلك هو تقوية عضلات الظهر بالاضافة الى المحافظة على مرونتها. لاتوجد تمارين معينة لابد القيام بها وانما اي نوع من الرياضة التي تساعد على مرونة وتقوية العضلات ولكن لابد من تجنب اي نوع من الرياضات التي تعتمد على حمل الاوزان الثقيلة او التي تشكل عبأء على الظهر بشكل شديد. لذلك يفضل الحديث مع الطبيب قبل الشروع في اي نوع من الرياضات. من أفضل ما ينصح به الأطباء هو القيام بالرياضات المائية كالسباحة والمشي في الماء وغيرها من الرياضات المائية. كذلك القيام بتمارين الاطالة.
  • المحافظة على الجلوس في الوضع السليم و كذلك المشي و الوقوف بالشكل السليم. مع ملاحظة انه لابد للمريض من ممارسة ماسبق ذكره بشكل دائم وليس لفترة محدودة.
  • ينصح الاطباء في حالات كثيرة بأخذ المسكنات وذلك بحسب شدة الألم. وفي حالة ازدياد الألم بشكل غير محتمل قد يلجأ الطبيب في حالات نادة الى التخدير( اماتة) جذر العصب بالكورتيزون او بمادة مخدرة أخرى ولكن بشكل موضعي.

العملية الجراحية:

اذا لم تجدي كل الأجراءات المذكورة في الأعلى أي نفع فإنه لابد من اللجوء الى التدخل الجراحي خاصة في حالة عدم استجابة الجسم للمسكن او ظهور اعراض شلل او استياء الحالة بشكل متسارع. كذلك هناك حالات نادرة تحتاج للتدخل الجراحي السريع وهي حصول عدم التحكم في البراز او عدم التحكم في المثانة أو ظهور خدر في العضو التناسلي أو فتحة الشرج.

الغرض من التدخل الجراحي هو ازالة الضغط الحاصل على جذر العصب وذلك عن طريق ازالة الجزء الضاغط من الغضروف على العصب. يتم ذلك في الغالب عن طريق تدخل جراحي صغير بواسطة المنظار. قد تحتاج بعض الحالات لتثبيت الفقرات.

في الغالب لايحتاج المريض البقاء في المستشفى لأكثر من ثلاثة الى خمسة أيام. لابد للمريض في الغالب للتأهيل بعد العملية وهي القيام بالعلاج الطبيعي و التمارين الرياضية. الغرض من ذلك هو تأهيل المريض للعودة لمزاولة حياته بشكل طبيعي.