بالرغمِ مِنْ أنَّ استخدامَ مَفْصَلِ المرفقِ الصناعي مَوجودٌ مَنذَ سنواتٍ إلّا أنْ استخدامَه مقارنةً بِمَفْصَلِ الرُكبةِ والوِرْكِ الصناعيين يُعتبرُ قليلاً.
مثلُ باقي عملياتِ استبدالِ المفاصلِ يَتِمُ اللُجوءُ إلى استبدالِ مَفْصَلِ المرفقِ الصناعي بِحسَبِ الحالةِ ودرجةِ الإصابة .
يؤدي تضررُ غُضروفِ مَفْصَلِ المرفقِ إلى حُدوثِ آلامٍ في المَفْصَل. هذا التضررُ قد يؤدي إلى تهالكِ الغُضروف ، ومعَ مرورِ الوقتِ يَحْصَلُ احتكاكُ عَظمِ المَفْصِلِ ببعضه مما يؤدي إلى حدوثِ آلام .ومع مرورِ الزمنِ الحدُ مِنْ حَركةِ المَفْصَل وحصولُ الآلامِ حتى في أوقاتِ الراحة .
في معظمِ الحالاتِ يكونُ سببُ الحاجةِ إلى المَفْصَلِ الصناعي هو حدوثُ الخشونةِ أو الإصابةُ بالروماتيزم ، وكذلك إصابةُ عظمِ المَفْصَلِ أو التهابُه قد يستدعي استبدالَ المَفْصَل. والجديرُ بالذكرِ أنَّ تآكلَ الغضروفِ لا يمكنَ اصلاحُه بعمليةٍ جراحيةِ أو بغيرِها ولا يمكنُ إعادته إلى ما كان عليه، والحلُ الوحيدُ هو استبدالُ المَفْصَلِ بمَفْصَلٍ صناعي .
الهدفُ من عمليةِ زرعِ المَفْصَلِ الصناعي :
الهدفُ هو تمكينُ الشخصِ مِنْ ممارسةِ حياتهِ بشكلٍ طبيعي ، طبعاً ليس كما كانت عليه قبلَ استبدالِ المَفْصَلِ ولكنْ تُمَكِنُه بشكلٍ أساسيٍ مِنَ القيام بالأمورِ اللازمةِ في حياته والتي يقتضيها استخدامُ المَفْصَل .
يتركبُ مَفْصَلُ المرفقِ الصناعي بشكلٍ أساسي :
مِن مادةٍ معدنيةِ وفي غالبِ الأحيانِ تُستخدمُ مادةُ التيتان بسببِ قوتِها وثباتها. ومن المعروفِ أنها لا تسببُ الحساسيةَ إلَّا في حالاتٍ نادرة. بعضُ أجزاءِ المفصلِ الأخرى تتركبُ من مادةِ البولي إثيلين، وهي مادةٌ شديدةُ المقاومةِ وعاليةُ الجودة. بشكلٍ عامٍ تُعتبرُ مدةُ صلاحيةِ المَفصَلِ الصناعي طويلةً، ولكن يَعتَمِد ذلك على مدى استخدامِ المفصلِ وإجهاده وكذلك على عمرِ المريض .
تتراوحُ مدةُ صلاحيةِ مَفْصَلِ المرفقِ الصناعي ما بين عشرةِ سنواتٍ إلى خمسَ عشرةَ سنةٍ ، وقد يَحدثُ في حالاتٍ نادرةٍ تَخلْخلٌ في المفصَلِ قبلَ انتهاء الفترةِ المعتادة للصلاحية ، وهذا يكونُ سبباً لاستبدالِ المَفصَلِ الصناعي القديمِ بمفصلٍ صناعيٍ جديد .
تتمُ عمليةُ استبدالِ مَفصَلِ المرفقِ تحتَ التخديرِ الكاملِ أو الجزئي، وتستغرقُ العمليةُ في المتوسطِ ساعتين ، وبَحسَبِ نوعِ العمليةِ وحالةِ الشخصِ يتمُ المبيت في المستشفى.
في المتوسطِ ِيكون المبيتُ ما بينَ خمسة أيامٍ إلى سبعة ، وفي حالةِ إجراءِ العمليةِ لكبارِ السنِ قد تطولُ فترةُ البقاءِ في المستشفى إلى عشرةِ أيامٍ وأحياناً إلى أسبوعين .
بعدَ العمليةِ يتمُ تثبيتُ اليدِ بشكلٍ مستقيمٍ بواسطةِ لوحٍ معين، لمنعِ حدوثِ نزيفٍ للدمِ داخلَ وخارجَ المَفصَل، كذلك يتمُ في بعضِ الحالاتِ توصيلُ جهازِ شفط ، لاستخراجِ أيِ كميةٍ من الدمِ السائلِ من داخلِ منطقة المَفصل، وقد يتمُ وضعُ جهازٍ يُزَوِدُ اليدَ بمادةٍ مخدرةٍ حتى لا يشعرَ المريضُ بالألمِ بعد العملية .
بعدَ ذلكَ بفترةٍ بسيطةٍ لا بُدَ مِنْ إزالةِ اللوحةِ المَثَّبتةِ للمفصلِ ، والقيامِ بالعلاجِ الطبيعي تحتَ إشرافِ الأخصائي وبعدَ موافقةِ الطبيب، يتمُ العلاجُ الطبيعيُ في البدايةِ معَ وجودِ جهازِ تخديرِ اليدِ أو استخدامِ المسكناتِ بدلاً مِن جهازِ التخدير، وذلك لِتَجَنُبِ الشعورِ بالألمِ في البداية، ثم يمكنُ الاستمرارُ بالعلاج الطبيعي دونَ الحاجةِ إلى المُسَّكِنات .
يَتركَزُ العلاجُ الطبيعيُ على تعويدِ المريضِ على القيامِ بالأمورِ اللازمةِ في حياته، ولا بدَ مِن تَجَنُّبِ القيامِ بالرياضةِ العنيفةِ ، أو التي تُجْهِدُ مَفْصَلَ المرفقِ مِثل حَمْلِ الاثقالِ والجُولفِ والتَنِس. في المتوسطِ يمكنُ للشخصِ استخدامُ المَفْصَلِ بِشْكلٍ طبيعي بعد ستةِ أسابيعَ مِن إجراءِ العملية .
كما هو معروفٌ فإِنَّ أيَ عمليةٍ جراحيةٍ لا تخلو مِنْ حُدوثِ تعقيداتٍ أو مَخاطرَ كما هو الحالُ في عمليةِ زراعةِ مفصلِ المرفقِ الصناعي،
من هذه الأمور :
- التهابُ الجرحِ
- حصولُ خَثْرةٍ في الدمِ
- إصابةُ أحدِ الأعصاب( في الغالب لفترةِ مُؤقتة)
- حصولُ حساسيةٍ مِنَ المفصلِ الصناعي ولكنها تَكونُ نادرةً لإنه في الغالبِ يتمُ استخدامُ مادة التيتان وهو مِنْ أقلِ المعادنِ التي يمكنُ أن تسببَ الحساسية .