اختر صفحة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

التصلب اللويحي هو عبارة عن مرض مزمن يتضمن ذهاب المادة النخاعية من جهاز العصب الرئيسي المتمثل في الدماغ والنخاع الشوكي.وإنه وبالرغم من تعدد الدراسات حول سبب المرض الا ان سببه لا زال مجهولا.

يعتبر التصلب الويحي بجانب الصرع من أكثر الأمراض العصبية شيوعا بين الناشئة  التي  لها مضاعفات اجتماعية وطبية.ينشأ في حالة التصلب اللويحي بقاع التهاب منتشرة في المادة البيضاء، وتختفي مادة النخاع في هذه البقاع. وهناك  ظن بوجود أجسام مناعة  تمارس مناعة ذاتية تسبب التصلب اللويحي . يحتل التصلب اللويحي في غرب اوروبا مركزا متقدما في سلم الامراض العصبية المزمنة من حيث الانتشار. ويصيب  النساء بشكل اكثر من الرجال. ويبلغ عدد المصابين في المانيا وحدها ما يقرب من 122 الف مريض.

 أما الوفاة المبكرة نتيجة المرض فهي ليست مرتفعة ، طبعا مع وجود قليل من البلدان التي تمارس الاحصاء في هذا المجال مثل الدنمرك وكندا وقد دلت الاحصائيات فيها

على تدني اعمار المرضى مقارنة مع الاصحاء . وهناك استثناء بخصوص الوفاة المبكرة يتعلق بنوع من التصلب اللويحي ، والذي يؤدي في غضون اسابيع الى اعاقة المريض الدائمة وهو نادر جدا.

التصلب اللويحي لا يعتبر مرضا  جينيا، وان كانت هناك عوامل وراثية تلاحظ بشكل اكثر من غيرها عند اصحاب المرض . وقد لاحظت دراسات في امريكا ان الجنس الافريقي او الاصول الاسبانية اقل اصابة من غيرها بالتصلب اللويحي.

وسأعرض عن الحديث عن نشأة المرض والنظريات فيه ، وعن الاسباب المظنونة التي يمكن ان تقف  خلف نشأة المرض وكذلك سأعرض عن كتابة عوارض المرض ومظاهرة لأن الأخوة المصابين ومن يقربهم يعرفها من واقع الحال.

ولكن سأعرض لمنهج العلاج لان كثيرا من الاخوة يرسل  استفسارات عن علاج التصلب اللويحي فأقول :

يعتبر التصلب اللويحي الى الان  مرضا غير قابل للعلاج، وما يسمى العلاج انما يقصد به تخفيف العوارض الناتجة من المرض ، وذا كان هذا الفهم متفقا عليه فأقول إن هدف العلاج هو المحافظة على قدرة المريض على القيام بالاعمال التي تلزمه في حياته اليومية، ومحاولة الحفاظ على مستوى معين من التعايش مع المرض.

وينقسم علاج التصلب اللويحي الى ثلاثة أقسام او الى ثلاثة انواع من الاجراءات

أولا : علاج دفعات المرض .

ثانيا :علاج طويل الأمد.

ثالثا : علاج عوارض المرض .

النقطة الأساسية في العلاج تكمن في منع تعقيدات المرض ، وخاصة التي تطرأ بعد أن يصبح المريض غير قادرعلى على الحركة ، او محدود الحركة ، وهذا يتطلب تعاون فريق كامل من الممرضين والاطباءوخاصة اطباء  الأعصاب وكذلك المدربين على العلاج الطبيعي والعلاج بالعمل.

أولا : علاج دفعات المرض أو اندفاعاته :

وهذا يتم في حالات العطل الوظيفي،  بغض النظر عن درجة العطل الوظيفي ، ولا يتم في حالة دفعات المرض الخاصة بالاحساس . ويعطى المريض دواءا مركزا من مجموعة الكورتيكويد

Glucocorticoiden

وهذه المجموعة من الادوية تعمل بدورها على تراجع مظاهر المرض ، كما تعمل على مواجهة الالتهابات او ايقاف زحفها.

ووظيفة هذه الادوية هو تحصين حاجز الدماغ-الدم ، أي الحاجز الذي يضبط دخول الدم بما يحويه، بحيث يتم  دخول قدر اقل من كريات الدم البيضاء الى مناطق الالتهابات أو بقاع الالتهاب.

ومع ذلك لا يوجد الى اليوم دراسات محايدة تؤكد تأثير او فاعلية هذه الادوية على سير المرض على المدى الطويل .

كذلك هناك علاج عن طريق الحقن  في الوريد بما يقدر ب1000 ملغم من مادة

ميتول بريدنيسولون

Methylprednisolon

لمدة ثلاثة أيام الى خمسة أيام. وتنصح جمعية التصلب اللويحي الالمانية أنه في حالة أن الالم لم يتراجع بعد اسبوعيين من  أخذ هذه الحقنة بأن يباشر المريض باخذ دفعة أخرى ثانية من الجرعات وبتركيز أعلى(2 غم) لمدة خمسة أيام أخرى .

لما كان العلاج بمجموعة الكورتيكويد على مدى طويل يولد عادة أعراض جانبية من مثل متلازمة كاشينك

Cushing-Syndrom

الا انه في حالة العلاج هنا لا تتولد هذه العوارض نتيجة قصر مدة العلاج بهذا الدواء.

عند فشل الدورة الثانية في العلاج بميتول بريدنيسولون ، يلجأ الى عمل لفصل بلازما الدم. وهي تجري لمن عنده عطل قوي في وظائف الاعضاء من مثل اصحاب الشلل. وعند 40 بالمئة يلاحظ تحسن بعد هذا الاجراء،ولكن مثل هذا الاجراء يحدث في مستشفيات ومراكز قليلة جدا .

ثانيا : علاج طويل الأمد

ويتمثل بأمرين توجيه جهاز المناعةوكبت جهاز المناعة .

أما توجيه جهاز المناعة فيتم بمجموعتين من الأدوية هما

Beta-Interferonen

Glatirameracetat

 ومنها :

الجلوبولين المناعي الوريدي

Metalzumab

Fingolimod

أما علاج كبت المناعة فيتم بالتالي

Mtioxantron

Azathioprin

Cyclophosphamid

والهدف من العلاج طويل ألامد بهذه الأدوية هو منع مزيد من العطل في الجهاز العصبي ، وايقاف التعطل الموجود  من ان يزداد تدهورا ، وتمنع هذه الادوية تدمير مزيد من زوائد الاعصاب.كما تمنع هذه الأدوية تسرب كريات الدم البيضاء للدماغ .

ثالثا : علاج عوارض المرض

مع سير المرض واستمراره يحدث عطل معين في نشاطات المريض ، وهذه العطل يختلف من مريض لآخر ، ومن اظهر هذه العوارض هو الشد العضلي والألام  ومشاكل في المثانة ومشاكل في النطق والبلع. كما يحدث أن المريض يتعب جسديا ونفسيا بشكل سريع .

ولعلاج العوارض لا بد من علاج طبيعي وعلاج للنطق وعلاج  للنطق والعلاج النفسي. كذلك العلاج بالأدوية وبالأجراءات الجراحية . كذلك لا من من اجراءات طبية استباقية للمرض لمنع حدوث عوارض مرضية  من مثل الالتهاب الرئوي والانسداد الرئوي وتجلط الدم وهشاشة العظام  والتهابات المسالك البولية.

ومن البديهي أن أي من هذه العوارض تحتاج الى علاج متخصص  عند أهل الاختصاص.

وبتتبع واقع التصلب اللويحي ومناهج العلاج يمكن ان  نقيم فكرة طلب العلاج للتصلب اللويحي في المانيا أو في غيرها ونحكم على جدواها أو عدمه. فمن الملاحظ ان سير المريض وعوارضه  ومناهج العلاج المتوفرة تجعل اقصى ما يمكن  الوصول اليه من طلب العلاج في المانيا هو وضع خطة علاج آنية او معالجة بعض العوارض الشديدة من مثل الشد العضلي. لكن اهل الابتلاء يجب ان يعلموا انه لا يوجد في المانيا ولا في غيرها من دول العالم علاج لأصل المرض .كما يجب ان يحذروا ممن يمنيهم بالأكاذيب  او العلاج بالخلايا الجذعية. أسال المولى ان يلهم اهل الابتلاء وذويهم الصبر ، وان يجعلهم ممن يدخل الجنة دون حساب ، وان لا يجعلهم ينقمون او يسخطون على قضاء نزل ، او قدر كُتب في اللوح المحفوظ.

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم