اختر صفحة

بسم الله الرحمن الرحيم

زراعة الغضاريف

زراعة الغضاريف في أماكن العطب والاهتراء تعتبر تقنية جديدة نوعا ما في الطب. وتطبيقاتها العملية لا زالت بشكل أساسي في مجال الركبة وان كانت هناك محاولات لتطبيقها في مفصل الكاحل والورك ومواطن أخرى من الجسم.

يتم أخذ أجزاء سليمة من غضروف الركبة من مواضع لا تشكل منطقة ضغط وجهد في الركبة، وتوضع في مختبر لتنميتها بطريقة آليات الهندسة الوراثية (Gentechnology). هذه الخطوة عادة لا تحتاج إلى مبيت في المستشفى، وتجري بطريقة المنظارويتم التحصيل على قدر من الغضروف السليم بحجم حبة قمح. تحتاج فترة تنمية الغضروف مدة زمنية تتراوح بين 3 و4 أسابيع.

بعدها يتم وضع الغضروف المكتسب بطريقة مخبرية في مكان الاهتراء في عملية تستمر نصف ساعة إلى ساعة وتحت تخدير موضعي. يجري قبل وضع مادة الغضروف المكتسبة إزالة الأجزاء المهترئة من موضع التصحيح. تلتصق المادة الغضروفية على الموضع المعين ويبقى المريض مدة ثلاثة أيام في المستشفى يراعي فيها ألا يتم إجهاد الركبة.

لكن لا بد من تحريك الركبة بشكل مستمر لئلا يحدث فيها تيبس. ويجب الانتباه إلا أن تحريك الركبة ودون إجهاد مهم جدا ولمدة خمسة أسابيع. بعدها يبدأ التدرج بالجهد كأن إجهاد الركبة في الأسبوع السادس مثلا بمقدار 10 كيلوغرامات. وفي كل تلك الفترة المخصصة لتأهيل الركبة لا بد من أدوات مساعدة في المشي.

لكن لا بد ملاحظة ان الزراعة لها شروط وليست ممكنة في كل الاحوال ومن هذه الشروط :

  1. أولا: إن يكون المريض عمره أكثر من 18 سنة لأن صغار السن توجد الإمكانية لديهم لأن يعيد الغضروف إصلاح نفسه بنفسه دون تدخل خارجي.
  2. ثانيا: مجموعة الأربطة حول الركبة يجب أن تكون معافاة وسليمة ولا تصلح عملية الزرع حال وجود تقطع في الأربطة.
  3. ثالثا: يجب أن يكون الغضروف حول موطن الزراعة سليما معافى.
  4. رابعا: سطح المفصل المقابل للمكان الذي يراد إصلاحه لا يجوز أن يكون فيه عطب واهتراء قوي.
  5. خامسا: الغضروف المفصلي (Meniskus)، لا بد أن يكون موجودا وعلى الأقل أكثر من نصفه.
  6. سادسا: أصحاب الأرجل التي تكون على شكل حرفي X أو O لا يصلحون لمثل هذه العملية.
  7. سابعا: هذه العمليات لا تصلح لأضرار الغضروف التي هي أقل من 3 سنتيمترات مربع أو أكثر من 10 سنتيمتر مربع.

كذلك هناك شروط أخرى مهمة منها أن تكون صابونة الركبة في موضعها الصحيح ومنها عدم إمكانية العملية مع تعدد مواضع الاهتراء في نفس الغضروف ومنها أن يكون مفصل الركبة لا زال يعمل ويمارس وظيفته.

المهم أن تقرير الزراعة وإمكانيتها تسبقها دراسة الطبيب الجراح وتقديره. وقد تكون بعد الشروط تقديرية بين أهل الاختصاص وفيها اختلافات بسيطة. ولكن من الأكيد عدم إمكانية الزراعة للحالات المتطورة لمفاصل الركبة والتي ينطبق عليها أن آخر العلاج زراعة المفصل.

كما أن الزراعة غير ممكنة لمن يعاني التهابات دائمة في المفاصل كالتهابات الروماتيزم ولمن يعاني من التهابات الأعصاب ولأصحاب الوزن الزائد. كما أن من يعاني من أمراض نفسية لا يمكن إخضاعه له كذا زراعة لاشتراط أن يكون المريض ممكن يشارك بحيوية وإيجابية في برنامج الزراعة.

هذا باختصار عن زراعة الغضروف وقد كتبت الموضوع لكثرة الاستفسارات التي تردني حول الزراعة. ولتوضيح الوهم الذي يزرعه بعض الوسطاء والأطباء في إمكانية الزراعة دون توضيح بعض التفاصيل مسبقا للمريض