السمنة المفرطة: العلاجات الجراحية المتاحة

السمنة المفرطة تُعد من أبرز التحديات الصحية في العصر الحديث، خصوصًا عندما تكون غير قابلة للسيطرة عبر النظام الغذائي أو التمارين الرياضية فقط. وقد أصبحت العلاجات الجراحية أحد الخيارات المهمة لتحقيق فقدان وزن فعال ومستدام. تهدف هذه العمليات إلى تقليل حجم المعدة أو تغيير طريقة امتصاص الطعام، مما يساعد في السيطرة على الوزن وتحسين الصحة العامة. إليك أبرز هذه العمليات:

1. جراحة تكميم المعدة (Sleeve Gastrectomy)

في هذا الإجراء، يُزال حوالي 80% من المعدة، ليبقى جزء صغير على شكل أنبوب. هذا التغيير يقلل من كمية الطعام التي يمكن تناولها، ويعزز الشعور بالشبع بسرعة. النتائج تشير إلى فقدان 50-70% من الوزن الزائد، كما يتحسن العديد من الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري من النوع الثاني. من الآثار الجانبية المحتملة: التسريب المعدي، نقص الفيتامينات، والغثيان.

2. جراحة تحويل مسار المعدة (Gastric Bypass)

تُقسم المعدة إلى جزء صغير يُوصل مباشرة بالأمعاء الدقيقة، متجاوزةً معظم المعدة والأمعاء العليا. هذا يقلل من كمية الطعام الممتص والسعرات الحرارية. تعتبر هذه الجراحة فعالة جدًا، وقد تؤدي إلى فقدان 60-80% من الوزن الزائد. لكنها قد تسبب متلازمة الإغراق، ونقص في المغذيات الأساسية.

3. جراحة ربط المعدة (Gastric Banding)

يُوضع حزام قابل للتعديل حول الجزء العلوي من المعدة، مما يُنشئ جيبًا صغيرًا يقلل من كمية الطعام التي يمكن تناولها. تُعد أقل تدخلًا من الجراحات الأخرى، لكنها تحقق فقدان وزن أقل نسبيًا، وتتطلب متابعة مستمرة لضبط الحزام. قد تحدث أعراض مثل القيء أو التهيج الموضعي.

4. تحويل مسار المعدة المصغر (Mini-Gastric Bypass)

يشبه تحويل المسار التقليدي ولكن بطريقة أبسط. يتم إنشاء جيب صغير في المعدة يُربط بالأمعاء الدقيقة، مما يسهم في فقدان الوزن بطريقة فعالة، مع فترة تعافٍ أقصر. يتطلب هذا النوع متابعة دقيقة لتفادي نقص العناصر الغذائية.

5. تصغير المعدة بالمنظار (Endoscopic Sleeve Gastroplasty)

يُنفذ هذا الإجراء باستخدام المنظار الطبي، حيث تُخاط جدران المعدة داخليًا لتقليص حجمها دون جراحة مفتوحة. يُوفر فقدان وزن تدريجي مع تقليل المخاطر الجراحية، ويُعد خيارًا جيدًا لمن يفضلون الحلول الأقل تدخلًا.

6. تعديل الأمعاء (Intestinal Bypass Surgery)

يُعاد ترتيب الأمعاء الدقيقة لتقليل امتصاص الطعام بشكل كبير. يُستخدم هذا النوع من الجراحة في حالات محددة، ويحقق نتائج جيدة في فقدان الوزن، إلا أنه أقل شيوعًا بسبب تعقيداته المحتملة.

7. تصغير المعدة بالليزر (Laser Assisted Laparoscopic Surgery)

يُستخدم الليزر لتقليل حجم المعدة بدقة، من خلال إزالة أو معالجة الأنسجة المستهدفة. لا تزال هذه التقنية قيد الاستخدام المحدود، لكنها قد تكون فعالة في بعض الحالات الخاصة.

كيفية اختيار الجراحة المناسبة

يعتمد اختيار العملية الجراحية المناسبة على مجموعة من العوامل:

• درجة السمنة: شدة الوزن الزائد تلعب دورًا في تحديد نوع الإجراء الأنسب
• الحالة الصحية العامة: وجود أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض القلب
• تاريخ العمليات السابقة أو مشكلات هضمية
• تفضيلات المريض: مثل رغبته في فترة تعافٍ قصيرة أو في تجنب الجراحة المفتوحة

التحديات والمخاطر المحتملة

مع أن الجراحة تُعد فعالة، إلا أن هناك آثارًا جانبية يجب أخذها بعين الاعتبار:

• نقص الفيتامينات والمعادن: بسبب تقليل الامتصاص، مما يتطلب تناول مكملات غذائية مدى الحياة
• متلازمة الإغراق: حيث ينتقل الطعام بسرعة إلى الأمعاء، مسببًا الدوخة والغثيان
• المضاعفات الجراحية: مثل التسريب أو العدوى، رغم ندرتها
• ضرورة تغيير نمط الحياة: الالتزام بنظام غذائي خاص وممارسة الرياضة

الخلاصة

تُعد الجراحات أحد الحلول الأكثر فعالية لعلاج السمنة المفرطة، خاصة لمن لم يحققوا نتائج من الطرق التقليدية. ومع ذلك، يجب أن تكون هذه العمليات جزءًا من خطة علاجية متكاملة تتضمن تغييرات في نمط الحياة، ومتابعة طبية دقيقة لتحقيق أفضل النتائج على المدى الطويل.