اختر صفحة

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وبعد:

الغدة الكظرية غدة صغيرة جدا قد يتراوح قطبها بضع سنتميرات  متواجدة فوق الكلية ، وتشبه القبعة وتجلس على الكلية اليمنى واليسرى. ولهذا يصفها البعض بأنها الغدة جاركلوية ، مع أنها لا تشابه الكلية من حيث وظيفتها . ووزنها لا يتجاوز بضع غرامات، وهي مكونة من القشرة الخارجية واللب .

 ورغم صغرها إلا ان لها أهمية كبيرة . وتخضع للجهاز العصبي الذاتي ، ووظيفتها في الجسم من حيث إنتاج الهرمونات ودور الهرمونات في النشاط الفيسيولوجي للجسم ليست مادة الموضوع هنا ويمكن الرجوع اليها في المراجع والمواقع الطبية ، ولكن باختصار يمكن القول بأن لب الغدة ينتج هرمونات عصبية مهمة مثل الادريناليين والنورادريناليين ، بينما قشرة الغدة تنتج الكورتيكوستيرويدات ومنها الكوتيرزون ، وكذلك الهرمونات الجنسية .

ولكن نريد هنا أن نعرض باختصار لأحد أمراض الغدة الكظرية وهو المسمى مرض أديسون أو متلازمة أديسون.

ما هو  مرض أديسون ؟

في هذه المتلازمة يكون الخلل في قشرة الغدة الكظرية ، وليس في لبها وينتج نتيجة لذلك نقص في الهرمونات التي تفرزها القشرة ومنها النقص في الكورتيزون الذي يعتبر هرمونا مهما للنشاط والطاقة.

وكذلك الحاجة  الشديدة له في الاوقات العصبية والتي تنتج ضغطا نفسيا وجسديا. وكذلك يعاني المرضى من نقص هرمون الألدوستيرون ، وهو هرمون مهم لتنظيم نسبة الماء والصوديوم في انابيب الكلية وبالتالي فهو مهم  جدا لتنظيم ضغط الدم فنقصه يؤدي الى تسرب البوتاسيوم والماء عن طريق الكلى وبالتالي الى انخفاض ضغط الدم .

يقف وراء مرض الأديسون  أحد سببين من حيث موقع الخلل:

  • سبب ذاتي أو أولي ناتج عن فشل او دمار القشرة الكظرية ومن ذلك ان تكون الأجسام المضادة هاجمت القشرة.
  • سبب خارجي اي خارج عن ذات الغدة الكظرية كأن يكون الخلل في الغدة النخامية التي تفرز الهرمون ACTH والذي يقوم بدوره بالتحكم بإفراز الكورتيزون.

أما الأسباب التي تقف خلف المرض من حيث الناحية العضوية فهي كالأتي :

الخلل في جهاز المناعة الذاتية ، والذي يؤدي الى ان يهاجم الجسم الانسجة المنتجة للهرمونات ويدمرها.

هناك أسباب أخرى وإن كانت من الندرة بمكان منها :

  • أخذ الكورتيزون لمدة طويلة  يؤدي الى توقف إنتاج الكورتيزون من انسجة الغدة الكظرية.
  • أمراض تصيب الغدة النخامية يقل معها إنتاج الهرمون المتحكم بانتاج الكوريتزون في الغدة الكظرية ، من مثل أورام الغدة النخامية أو اصابات الحوادث  او النزيف الدماغي .
  • أورام حميدة أو سرطانية تصيب الغدة الكظرية.

علامات وجود قصور الغدة الكظرية او مرض الأديسون:

  • الإرهاق .
  • فقدان الطاقة .
  • نقصان الوزن .
  • تغيرات في لون الجلد الى اللون البني.
  • انخفاض ضغط الدم .
  • انخفاض السكر .
  • توقف العادة الشهرية عند النساء .
  • الضعف الدنسي عند الرجال.
  • التهابات في الفم على شكل طبقة بيضاء.

تشخيص مرض الأديسون :

  • فحوصات الهرمونات ومنها الكورتيزون.
  • فحص البوتاسيوم والصوديوم والسكر.
  • الفحص لمدة قصيرة لهرمون ACTH
  • التأكد من وجود أجسام مضادة في الدم ، والتي قد تكون هي السبب في القصور كنوع من مرض المناعة الذاتية.
  • الموجات فوق الصوتية والصور المقطعية . وفي حالة الشك بوجود سرطان او نزيف داخلي يلجأ الى الرنين المغناطيسي.

بحيث يعطى للجسم ، وإذا لم يرتفع الكورتيزون في الجسم بعدها فمعنى ذلك ان المتلازمة موجودة.

علاج مرض الأديسون :

في حالة لم يعرف سبب معين لمرض الأديسون والذي يمكن علاجه أو ازالته  فلا بد للمريض من أن يأخذ الكورتيزون مدى العمر على شكل حبوب . ولا بد من ملاحظة نسبة الكوتيزون في الجسم  لمناسبة الجرعة بالزيادة او النقص ، وملاحظة زيادة الحاجة لها عند الجهد النفسي والجسدي . كذلك في حالة جدوث نوبات لا بد من حقن المريض بالملح والجلوكوز ، وكذلك حقنه بالكوتيزون.

ولمثل حالات النوبات الافضل ان ينقل مباشرة الى المستشفى لوجود خطر على حياته.